اسرار الكتاب المقدس : اورشليم الجديدة




اورشليم او القدس هي المدينة المقدسة عند العديد من اتباع الأديان ، وقد ارتبطت بالمسيح له المجد ، فهي مكان نشأته وحياته في زمان المجيء الأول وفيها ظهرت البشارة ببزوغ نجم المسيح مخلص العالم وكل المنسحقين المظلومين ، حيث جاء في انجيل متى هذا النص : (ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم قائلين: «اين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له». فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: «اين يولد المسيح ؟ ، فقالوا له: «في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل ) .
الا ان لمدينة اورشليم المكانة الأعظم في آخر الازمان حين يعود المسيح بمجده وملكوته المعد له منذ الأزل ، فيحررها من الجيوش الغازية التي احتلتها وخربتها على مر الازمان ، لا سيما في زماننا هذا الذي يشهد تحقق اكثر علامات الأزمنة بعد ان خربت الجيوش الاسرائيلية الصهيونية والقوى المتشددة المتطرفة معالم وامن هذه المدينة المقدسة وهي من اهم العلامات المذكورة في الإنجيل ، قال يسوع المسيح في انجيل مرقس : (فمتى نظرتم «رجسة الخراب» التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي - ليفهم القارئ - فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذي على السطح فلا ينزل الى البيت ولا يدخل ليأخذ من بيته شيئا والذي في الحقل فلا يرجع الى الوراء ليأخذ ثوبه. ) ، والخراب هذا لن يدوم الى الأبد لأن موعد انتهاءه يكون في زمان عودة المسيح الى الأرض حيث يعود اليها كملك جالس على العرش ويحكمها بالإنصاف والعدل ، جاء في سفر اشعياء هذا النص (البسي ثياب جمالك يا اورشليم المدينة المقدسة لأنه لا يعود يدخلك فيما بعد اغلف ولا نجس ) وجاء ايضاً (اعبروا  اعبروا  بالأبواب هيئوا طريق الشعب اعدوا  اعدوا  السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب. هو ذا الرب قد اخبر الى اقصى الارض قولوا لابنة صهيون هو ذا مخلصك اتٍ واجرته معه وجزاؤه امامه. ويسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب وانت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة ) .
وان المسيح حين يعود سيخلص العالم اجمع من الشر ويخلص مدينة اورشليم المقدسة من براثن الاحتلال الغاشم والجيوش الظلامية الدموية التي عاثت فيها وفي الأرض فساداً يعود فيبنيها من جديد فتصبح من اكثر بقاع الأرض قدسية وجزءً لا يتجزأ من الأرض الجديدة التي يبنيها المسيح المخلص وتصبح بمثابة العروس المعدة للعريس المنتظر منذ الأزل ، وقد تحدث عن ذلك يوحنا في رؤياه اللاهوتية قائلاً (ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة لان السماء الاولى والارض الاولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد. وانا يوحنا رأيت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها. وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هو ذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت ) .
وان المسيح المخلص سيبني العالم كله دون استثناء الا ان مدينة اورشليم المقدسة له خصوصية عن باقي المدن فسيعمد الى بناءها بالأحجار الكريمة ويكون لها اسوار عظيمة ليس كباقي المدن والبلدان ، وقد وصف يوحنا مجد وسؤدد هذه المدينة المقدسة بوصفٍ عجيب مفصل حيث قال : (وذهب بي بالروح الى جبل عظيم عال واراني المدينة العظيمة اورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله لها مجد الله ولمعانها شبه اكرم حجر كحجر يشب بلوري. وكان لها سور عظيم وعال وكان لها اثنا عشر بابا وعلى الابواب اثنا عشر ملاكا واسماء مكتوبة هي اسماء اسباط بني اسرائيل الاثني عشر. من الشرق ثلاثة ابواب ومن الشمال ثلاثة ابواب ومن الجنوب ثلاثة ابواب ومن الغرب ثلاثة ابواب. وسور المدينة كان له اثنا عشر اساسا وعليها اسماء رسل الخروف الاثني عشر. والذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب لكي يقيس المدينة وابوابها وسورها. والمدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض، فقاس المدينة بالقصبة مسافة اثني عشر الف غلوة ، الطول والعرض والارتفاع متساوية. وقاس سورها مئة واربعا واربعين ذراعا ذراع انسان اي الملاك. وكان بناء سورها من يشب والمدينة ذهب نقي شبه زجاج نقي. واساسات سور المدينة مزينة بكل حجر كريم ، الاساس الاول يشب، الثاني ياقوت ازرق، الثالث عقيق ابيض، الرابع زمرد ذبابي. الخامس جزع عقيقي ، السادس عقيق احمر، السابع زبرجد، الثامن زمرد سلقي، التاسع ياقوت اصفر، العاشر عقيق اخضر، الحادي عشر اسمانجوني ، الثاني عشر جمشت ،  والاثنا عشر بابا اثنتا عشرة لؤلؤة كل واحد من الابواب كان من لؤلؤة واحدة وسوق المدينة ذهب نقي كزجاج شفاف.)
وبعد ذلك تتأسس الفردوس الأرضية على يده وعلى يد قديم الأيام ، والفردوس الأرضية هي حلم كل نبي وقديس حيث ستنعم البشرية بالسعادة والهناء الى يوم الدينونة الكبرى ويمسح كل دمعة من عيون المحزونين الذين ابكاهم الدهر بظلمه .

من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: